ان اجمل ما في طالب العلم الشرعي الجديد حين يطرق باب صرح يؤتي أكل العلم الاخروي الطيب
انه في عالم الاصطلاحات الفقهية والشرعية متخبط يميل يمنة ويسرة يتهادى حتى يفهمها ويهضمها ...
وكم جميلٌ هو ذاك التهادي ، يكسر عنفوان خيلاء المفهوم ضمنا او بصما في عقول الناس.. فهو يستفز المرء ومن حوله للفهم..
من هنا كانت البداية .. احبتي في الله
وهنا الحكاية لكل راو .. فلنستعد معا ً.. لامتحان الفهم وحمل الرسالة.. هنا اوافيكم بمحطات مع مصطلحات فقهية .. في زاوية متجدده على المدى البعيد..
ولنبدأ هنا .. محطتنا الأولى ..
في معنى السنة :
السنة لغة ..
هي السيرة او الطريقة سواء محمودة كانت او مذمومه، وفي هذا قال الشاعر:
فلا تجزعن من سيرة انت سرتها
فأول راض سنة ً من يسيرها ..
وعلى هذا جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيء، ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اوزارهم شيء)اخرجه مسلم في صحيحه.
ومن ابتدأ أمراً عمل به قوم بعده قيل هو الذي سنّه..
_____________________________________________________________
اذا اطلق لفظ السنة فهو دال على كل ما امر به الرسول صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وندب اليه قولا ً وفعلا ً.. اي كل ما أثر عنه من فعل او قول او تقرير .
ولكن ...
يختلف تعاطي المشترعين مع معنى السنة شرعا ً.. بحسب اعتبار اختصاصهم ..
كالتالي:
المحدثون - ينقلون كل ما يتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم من سيرة وافعال واقوال وصفات ..الى غير ذلك.
عند المحدثين :
السنة هي كل ما اثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او صفة خلقية او خلقية او سيرة سواء قبل البعثة او من بعدها وسواء اثبت ذلك حكما شرعيا ام لا ...واوسع الاطلاق اطلاق المحدثين في معنى السنة اصطلاحا ً.
الأصوليون- هم علماء اصول الفقه وهم يبحثون في أثر الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث انه مشرع يضع القواعد للمجتهدين من بعده..فيستدلون بافعاله واقواله وتقريره على ما يثبت الاحكام في المسائل التي يبحثونها.
عند الأصوليين:
السنة هي كل ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من غير القرآن الكريم من قول او فعل او تقرير مما يصلح ان يكون دليلا في استنباط حكم شرعي.
الفقهاء - علماء الفقه وهم يبحثون عن حكم الشرع في افعال العباد وجوبا او حرمة او اباحة او ندبا ... فيستدلون على ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل او قول او تقرير يأتي في مقام الجزم بحكم شرعي.
عند الفقهاء:
السنة هي كل ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في محل الندب ،ولم يكن من باب الفرض والواجب.
امثله :
على القول : حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "انما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى..." والاحاديث كثيرة.
على الفعل: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، "خذوا عني مناسككم"..
على التقرير(اقرار لما صدر عن الصحابة من قول او فعل) : سكوت الرسول عن اختلاف تعاطي الصحابة مع قول الرسول : "لا يصلين احد العصر الا في بني قريظه" ، فمنهم من اعتمد ظاهر النص واخذ به وارجأ الصلاة ومنهم من استدل على الحث والاسراع في طلب بني قريظه فصلوا العصر في وقته.
اقر الرسول صلى الله عليه وسلم كلا الفعلين واقرهما بعدم انكاره .
يأتي معنى السنة أيضا فيما يقابل البدعة
والبدعة هي الامر المستحدث وتطلق شرعا على كل ما احدثه الناس من قول او عمل في الدين وشعائره اعتقادا او قولا او فعلا ، مما لم يؤثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه، "من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وما سوى ذلك يسمى سنة .وفي هذا القول (فلان على السنة).."ماشي عالسنة" ..
وقد يأتي معنى السنة فيما اثر من عمل الصحابة باتباعهم لسنة رسول الله من امور :
كجمع القران، واعتماد ثمانين جلدة في حد الخمر تغليظا اعتمده الصحابة، والقراءة بحرف واحد من السبعة، وتدوين الدواوين وتضمين الصناع.. هذه امور من عمل الصحابة سارت محل السنة.
وفي هذا قوله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"اخرجه ابو داوود في سننه.
* المادة عبارة عن تلخيص بسيط من عدة كتب ..
اوافيكم باسمائها بعد تتمة ما جاء فيها..
0 תגובות:
إرسال تعليق
للتعليق من هنا