علمتني الحياة

اكتشفت مؤخرا فقط /  ان كل شخص في هذه الحياة اما أنه يكونُ ليعيش.. فذاك محب للحياة باحث عن ان يعيش العيش..

او أنه يعيش ليكون .. وهذا فيه من الخاطر ما يضنيه ويجعله يتشكل في اشكال مختلفة من الشخصيات..

يكون هم كل هاته الشخصيات .. أن تكون ..

بعضهم سينشر فكرا او فكرة بأم قوته وجهده.,. حتى من دون ان يتمعنها جيدا ..وإلا ففهوم الناس تختلف.. تذكرون قصة العميان والفيل ..

العجيب ان كل شخص يعتقد بصوابه هو..

منهم من يعلن ذلك ويحاجج ويحاول ويظهر رايه ويجتهد

منهم مَن يعجز او يتعاجز عن طرح وجهته فيسعى لاحباط غيره كي يبقى هو ..

 ومنهم من يستسلم الى ما لا يفهم .. وبعضهم يأخذ الحياة والدين مجموعة ً من الزخارف واللؤلؤ المكنون.. يتعلق لمعانها بمدى ضجته وقوته وجبروته ..!

ومنهم مَن يقف الحياد َ بصمت الذي يهمس لنفسه..انا افضل من هؤلاء كلهم انهم اغبياء بلا عقل..

ومنهم مَن سيفرح في نفسه لأن يكتشف معلومات او حوادث يعزي بها نفسه انه كبير بين الصغار مهما كانت اعمارهم..وتأخذه العزة..

ومنهم مَن سوف يقرا كل الكلمات ثم لا يقرأ الا نفسَه فيها .. لانه يعيش نفسه فقط

ومنهم مَن يأخذ الحياة غلابا ..

 ومنهم من يحب الحق لاجل الحق ذاته .. لأنه عرف معنى وصعوبة الباطل,.. ومنهم مَن يختصر نفسه بانتماء او فئة او حزب او عائله او عقيده او جماعه او نظرية الخ..

لكن ... لي ولكل هؤلاء اقول :

هناك شخص واحد .. هو الحكيم..حقا ً...

ذاك الذي يعرف ُ يميز كل اللوائح والبوارق  .. ويسعى لان تكون لديه مرونة وبديهة في فهم مكتنفاتها ..
وبل يعتبرها صيرورة ضرورية في طريق استجلاب معاني الحياة

وذاك الذي ينظر الى ما ابعد من انف الظاهر
ولا يتألم بقوة الا حين يشم  ريح نفسه بنفسه  فيغضب ان خالطها ريح ٌ اخر عفن منفر..
وذاك الذي يدرك انه لن يرى عالم الغيب ولا الحقائق ابدا ً لأنه انسان ناقص لا كمال له..

وذاك الذي يكون فخورا بمحدوديته فيقول لك.. اعتذر انا جاهل، انما هو جهل مني او تقصير او عيب او نقطة ضعف..انا لست كاملا ً,, انا حقيقي ولست صورة او تحفة..
ذاك الذي هو ناقص لكنه ليس امعه
ذاك الذي هو هو ناقص لكنه يعي خصوصيته وانه معجزة الله في الخلق..
ذاك الذي يعي ما فات لكنه يعي ان كل الناس هم كذلك نقصان ٌ معجزات خاصة مميزون
في كل واحد فيهم لمعان ُ جوهرة نادرة الوجود الا فيه هو.. فيحب الله ويحمده في ذلك..
سبحانه من خلاق عظيم

وذاك الذي يستشعر ما حوله لأنه يعي تماما ان من حقه ومن صفته كانسان ان يشعر..ذاك الذي له كلمة ، له خط، له كيان
له مكان له حضور له اهمية في هذا الوجود له وظيفة يؤديها

..وذاك الذي يعرف خصوصيته كانسان ويصارح نفسه بعيوبه وعيوب من امامه قبل محاسنه.. حبا به وبنفسه وصدقا معه

وذاك الذي يعيش ذاته هو بصدق يفرح ويغضب ويزعل ويعجب ويقول ويصدق ويعبر ويتحرك ويؤثر ويغير ويتغير ولا يرضى بغير ان يكون هو هو لانه موقن انه يستطيع ان يحقق نفس النتيجة برفقة حقيقته هو بلا زيف ولا تصنع ولا خوف من احد ولا رياء ولا اكتراث..  بغير رضا الله..

وذاك الذي يعرفُ يضعُ قدمَه في كل حذاء مهما ضاق او رحب، فيفرض نفسه واحترامه مهما تلاعبت اصابعه او تغيرت الوان جوارب ظاهره..,, ثم تكون قدم حقيقته ككقدم سيندريلا ..لا يقترب منها الا من يناسب قياس المرحله.. لعلمه انه محاط بسرابيل اوهام وانام .. و لعلمه أن لا شيء راسخ ٌ الا علم الله يؤتيه مَن يشاء..

فما يزال الناس في تضارب واختلاف حول الراسخين في العلم.. منذ الأمد..

 ان مَن وصل الى معرفة الحقائق ومعرفة الله ..برسوخ هم الانبياء والرسل من بين بني البشر كافة..

احلى ما في الوجود ان لكل امرء مدرسته الحياتية الخاصة منه وله .. تحت تصرفه تظلها مشيئة الله..

 يتلقن فيها دروسا ً خاصة به هو وله ان يحدد اي المواد يتعلم وان يحدد الكيفية واحيانا يحددها له القدر .. ولا شيء من كل هذا خاضع لمنهاج ونهج واحد بالرغم من ان المنهج واحد عند المسلم عقيدة ..

فكلٌ يصل الى حيث يريد بالشكل الذي يريد والاحمق حقا هو الذي لا يعرف ما يريد ولا كيف يصل الى ما يعرف انه موجود ويعرف تفاصيل عنوانه بالدقه..والفكرة..ثم لا يجيد ان يحقها ويعبر عنها او ان يمثلها في نفسه,..

فيلوم الاخرين انه لم يكن هو يوما ً وانه يسعى لما لا يدري، فقط لينافس فيما لا يملك ان يفهم من عمق احلام والام الناس وتجاربهم

ويعيش في كأس زجاج يرى منها كل شيء من منظوره وزاويته المقعرة ، بينما ينتشي بان يعيش وراء جدران الكأس المحدبة ليبدو  اكبر مما هو يعلم في داخلته ،فيعيش في زيفه طوال حياته ويريد للاخرين ان يروه كما يحب هو..
وبل يغضب ان صارحه الاخر بأنه موجود وواضح ايضا وله كيان..
وان لا داعي للمماراة والمداهنة وتصنع ما ليس من حقيقة الانسان حسب ما جاء في القران نفسه قبل كل علوم النفس والتنمية..

كن انت.. ستلاقي عندها الكثير من الشغب من حولك وكثيرا من المصاعب والمحبطات..لكنك ستتلذذ بذلك

لانك تعلم انك ترسم لوحتك بنفسك وستبقى في ذاكرة نفسك كل خطة كابدت من اجلها ..

اعزائي

اتمنى للجميع دراسة موفقة في مدرسة الحياة .. ونجاحا  مقبولا في امتحاناتها الصعبة..